بهدوء
تسللت إلى أعماق الهمسات
لأصافحها ولأبارك لها رداءها الجديد
لا أعزف لها أوتار الفرح في قلوب الهامسين
أتنفسها بعمق لأنها تسكن الوريد
وأرتشف همسها بنهم
في ذاك المساء الذي رحلت به
حلقت نحو أفق الأحلام
وبهدوء أخذت أجوف في ربى ذكرياتنا
أدفع صخبا يحول بين ناظري
وسنا تجليكِ
وأطارد طيف ذكرى وابتسم
تعلن السحابة عرسها
وينتحر عند أخمصيها المطر
يخفق القلب ويرتجي الحنين
ويسابقني الغروب موتاً
تسقط دموع الألم والانكسار
يتسلل طيفها بهدؤ ليعلن ثورة الشوق والشجون
ليدغدغ وجه السماء بقبلة
لأبعثر مشاعري وأحاسيسي في صفحات الهمسات
أدس تذكرة عطر في جيبها
وأسبقها إلى سفوح وارقة بالنور
لأخالط ببوحي
انسيابات هذا المساء
اقلب دفائن ذكراها
سأتسلل وأنصت إلى همسات الحقول
وجنونها الليلي
سأشد حبال الحنين إليك واقطعها
سأنتظر بزوغ الفجر
لا اقبل جبين الصباح المشرق
لأتسكع على أرصفة مليئة بالثلوج
تتوق لمعانقة ذكرى الصفاء التي كانت تجوب عينيكِ
لا ألتقط صور تذكارية
كانت تتهيأ للعزف والرقص مع أحلامنا
سألتحف الماضي وأتدثر فيه
وسأتمدد بالوجع وأجعله لي الوطن
ليتسلل إلى الفؤاد شعاع من ذكرى جميلة
فيضيء مرابع الوجدان
سأمسك بجذور الأمل رغم الألم
سأكتم ألآمي رغم نزف الجروح
سأعانق طيفك الموشوم على عنقي
ل ألقي عليه تحية الصباح
سأناظر جمال عينيكِ
سأخترع سلاح لانجرافي لكي
وأبني سدود تمنعني من الحلم ألا بكِ
سأترقب نهاية حكاية أكلت من روحي الحياة
سأقطف لكي بتلاات الياسمين المنثور في حدائقك الغناء
وأشعل الشموع
وأجلس أرتقب حضورك علكِ تأتين
لأرسم بريشة الخيال تفاصيل وجهكِ
التي لابد يوماً أن تتلون بألوان النهار
وألتمس محياكِ حقيقة
سأعزف للكلمات ألف لحن ولحن
ويبقى دائما عندي لحن ربما لم يكتمل بعد
سأجعله يمر بهدوء ..!!