''يا أيّها النّاس توبُوا إلى الله واستغفروه...''
عن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم: ''يا أيّها النّاس توبُوا إلى الله واستغفروه فإنِّي أتوب في
اليوم في اليوم مائة مرّة''، رواه مسلم.
هذا هُو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي غفر الله له ما تقدم من
ذنبه وما تأخّر، يستغفر لخالقه سبحانه وتعالى في اليوم مائة مرّة.
فالحديث دليل على وجوب التوبة إلى الله تعالى، لأنّ النّبيّ صلّى الله
عليه وسلّم أمر بها فقال: ''يا أيّها النّاس توبوا إلى الله'' فإذا تاب
الإنسان إلى ربّه حصل بذلك على فائدتين؛ الفائدة الأولى: امتثال أمر الله
ورسوله وفي امتثال أمر الله ورسوله كل خير فعلى امتثال أمر الله ورسوله
تدور السعادة في الدنيا والآخرة. والفائدة الثانية: الاقتداء برسول الله
صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان عليه الصّلاة والسّلام يتوب إلى الله في
اليوم مائة مرّة، حيث يقول: أتوب إلى الله أتوب إلى الله... إلخ.
والتوبة لابُد فيها من صدق بحيث إذا تاب الإنسان إلى الله أقلع عن الذنب،
أمّا الإنسان الّذي يتوب بلسانه وقلبه منطو على فعل المعصية أو على ترك
الواجب أو يتوب إلى الله بلسانه، وجوارحه مُصِرّة على فعل المعصية فإن
توبته لا تنفعه بل إنّها أشبه ما تكون بالاستهزاء بالله عزّ وجلّ.