عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل
بنَى دارًا فأكملها وأحسنها إِلاّ موضع لبنة، فكان مَن دخلها فنَظر إِليها
قال: ما أحسنها إِلاّ موضع هذه اللبنة، فأنَا موضع اللبنة ختَم بي
الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام'' رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود.
من رحمة الله تعالى بالعباد إِرسال محمّد إِليهم، ثمّ من تشريفه لهم ختم
الأنبياء والمرسلين به وإِكمال الدِّين الحنيف له، وقد أخبر الله تبارك
وتعالى في كتابه، ورسوله في السُنّة المتواترة عنه أنه لا نبيَّ بعده،
ليعلموا أن كلّ مَن ادعى هذا المقام بعده فهو كذّاب وأفّاك دجّال ضال مضل،
كما أجرى الله سبحانه وتعالى على يد الأسود العنسي باليمن ومُسَيلمة
الكذاب باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما عَلِمَ كلّ ذي لب
وفهم وحجى أنّهما كاذبان ضالان لعنهما الله... وكذلك كلّ مدع لذلك إِلى
يوم القيامة حتّى يُختَمُوا بالمسيح الدجال، كما قال تعالى: ''هَلْ
أُنَبِئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلَ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٍ'' الاَية، وهذا بخلاف حال الأنبياء عليهم الصّلاة
والسّلام، فإِنّهم في غاية البر والصدق والرشد والاستقامة والعدل فيما
يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يُؤيّدون به من الخوارق
للعادات والأدلة الواضحات والبراهين الباهرات.