تزوج رجل بامرأة بعدما ماتت زوجته ،
وخلفت له ولدا ، فكرهت الزوجة هذا الطفل بدون سبب ، وبدأ الطفل يحبو على
قدميه ويديه وخرج والده يوما من المنزل وكان الطفل في غرفة " القهوة" قبل
عصر - الفرن وخلافه - وكانت النار توقد - من الحطب في "الحفرة" وكان قد
بقي في الحفرة بقايا من جمر يتلظى والطفل - لوحده في الغرفة، وعادة
الأطفال دائما التعرف على الأشياء التي حولهم دون إدراك للأخطار، زحف
لمكان الجمر وهوى بيده ليأخذ منها وفي هذه اللحظة رأته زوجة أبيه فلم
تبعده عن الجمر ومسك بيده حفنة منها فأكلت اللحم و مرت السنون سراعا ومات
الأب ، وتقدمت الزوجة في السن , وصار الطفل شابا فبر بها أيما مبرة وتاقت
نفسها للحج ، فعزم على أن يحج بها، وتوكل على ! الله ، فجهز الراحلة
وانطلق بها مع قافلة الحجيج ، وفي عرض الطريق وقفت القافلة للراحة فرأت
هذه المرأة من ابن زوجها موقفا عجيبا لم تتمالك نفسها فبكت وانهمرت دموعها
فسألها ابن زوجها عن سبب البكاء لعله يقدم لها المساعدة فقالت وهي تتحسر
ألما ولوعة وأسى الذي أبكاني وأحزنني عندما رأيتك تربط الحبل بيد وتمسك
البقية بأسنانك لأن يدك الأخرى معطلة فأنا سبب ما بها لأني لم أبعدك في
ذلك اليوم وأنت طفل لا لشيء إلا أنك ابن زوجي ، واليوم تفعل ما تفعل ثم
استغرقت في بحيرة من الدموع وهي تبكي ، فقال يا خالة غفر الله لنا ولك ،
وهو خير الغافرين (